مـوقــع وزان اليــــوم

الخميس، 14 يوليوز 2011

الحاج ثابت في مدينة وزان


    بقلم: مرصد وزان.

فيما مضى كان لقب "الحاج" يحمل كل معاني النسك والتطهر والتضحية والزهد في الدنيا والقرب من الله، وصار يحمل كل الدلالات المعكوسة للمعنى الأول تماما، وأصبح مرادفا للفساد والمكر والنفاق والتمترس خلف سماحة المعاني الدينية. كرس هذا المعنى في ذاكرة المغاربة زبانية المعتقلات السرية الذين كانوا لا ينادون بعضهم بعضا إلا بلقب "الحاج"، كما رسخه أيضا أسطورة الفضائح الجنسية "الحاج" ثابت الذي أنتنت رائحة فساده المغرب أجمع. ولئن كان "الحاج ثابت" قد غادر هذا العالم في يوم مشهود غير مأسوف عليه كما يعلم كل المغاربة، فإن الناس هنا في مدينة وزان يشككون في الرواية الرسمية، بل ويعتقدون جازمين أنه عاد للظهور هنا . كيف ذلك؟ إليكم الحكاية من البداية:
    بعد أن رقيت مدينة وزان إلى رتبة عمالة وتم تعيين السيد العامل في حفل رسمي كبير بمقر العمالة، جلس في الصف الأول للحفل رجل اسمه "الحاج حواص" وهو بالمناسبة الكولونيل المسؤول عن القوات المساعدة بالإقليم، ومنذ اللحظة الأولى لقدوم السيد العامل أصر على أن يكون هذا الرجل بجانبه، فعمل على تنقيله من بني ملال وترقيته ليكون ساعده الأيمن، وبمرور الأيام أثبتت الأحداث أن العلاقة بين الرجلين أقوى من مجرد علاقة مهنية رغم أنها ظلت لغزا غامضا للمتابعين لشؤون الإقليم، إذ كيف يعقل أن تتوطد العلاقة بين رجل لا تفوته صلاة مكتوبة في المسجد (كما يحب أن يظهر للناس عبر تطوافه المفضوح بين مساجد المدينة) وبين آخر لا يكاد يصحو من غيبوبة الخمر؟؟ هل هي مجرد مصادفة؟ أم أن هناك تفسيرا ما؟ بعد البحث والتنقيب سينكشف لنا بالأدلة أن السيد "الحاج" حواص ماهو إلا الوجه الثاني للسيد العامل، وأن جميع الأدوار القذرة التي لا يريد الانغماس فيها هذا الأخير، يوكلها إلى أمين سره ليقوم بها على طريقة إقطاعيي القرون الوسطى (أخذ بضاعة من التجار دون دفع ثمنها – ربط علاقات مع تجار المخدرات – ابتزاز المقاولين- طلب رشى من المستثمرين...) ، والسر وراء هذه التنسيق والانسجام بكل بساطة هو علاقة المصاهرة التي تربطهما، فزوجة العامل هي الأخت الشقيقة لزوجة "الحاج" حواص.
مباشرة بعد التحاقه ولكي يقوم بمهامه على الوجه الأمثل خصوصا القذر منها، أمن له "سليفه" مسكنا فاخرا بالمجان، يتعلق الأمر بالفيلا الموجودة بجوار المسبح البلدي والنادي الرياضي، والتي تعود ملكيتها للجماعة المحلية بوزان، وإتماما للنعمة قام "الكنفاوي" رئيس المجلس البلدي بتجهيز الفيلا من رأسها إلى أخمص قدميها بكل ما يلزم من الأثاث عبر المقاول (م.ف) من أموال الشعب وسط احتجاجات من بعض مستشاري المعارضة في المجلس البلدي خلال دورة عادية، لكن دون جدوى، هذا في الوقت الذي يضطر فيه أبناء الشعب البسطاء إلى اكتراء منازل أشبه ما تكون باصطبلات الحيوانات بأثمنة مرتفعة جدا !!!  وللإشارة ولحدود كتابة هذه الأسطر لا توجد هناك أية علاقة قانونية (كراء أو شراء) تربط "الحاج حواص" بهذه الفيلا والذي لايزال مسيطرا عليها، وللتغطية  على الفضيحة (استغلال ملك جماعي) قدم "الحاج" طلب كراء للفيلا وتم إدراج طلبه كنقطة في جدول أعمال دورة يناير ... والمضحك في الأمر أن المبلغ الذي اقترحه "الحاج" كما راج في الكواليس هو 200 درهم في الشهر متضمنة لمصاريف الماء والكهرباء الذين تؤديهما البلدية لمسكن تبلغ مساحته حوالي 300 متر مربع !!؟، فقوبل طلبه بالرفض المطلق لأن المهزلة والفضيحة أكبر من أن يصادق عليها المجلس البلدي، وطالبه بعض أعضاء بمغادرة الفيلا حالا.



وإمعانا في الغطرسة والتسلط وفي أحد ليالي رمضان الفائت قام هذا الكولونيل بإشهار مسدسه في وجه بعض رواد النادي الرياضي بعد مشاحنة معهم بدعوى الإزعاج.
   وأما عن علاقاته بتجار المخدرات وزارعي القنب الهندي فهي وطيدة وعميقة، والمدخل الطبيعي لنسجها هو الحملات التي تنظمها مصالح العمالة من أجل إتلاف محاصيل القنب الهندي فتكون الفرصة مواتية "للحاج" للقيام بعمليات ابتزاز للمزارعين والحصول على رشى بملايين السنتيمات منهم، وقصة  السيارة من نوع:KIA PICANTO الجديدة التي أهداها له أحد تجار المخدرات قبل سنة من الآن واسمه (ح.م) والساكن بجماعة أسجن معروفة عند المتابعين.
   وأما عن ملفه الأخلاقي وحتى لا أطيل عليكم، وحتى لا أفسد عليكم بركة شهر شعبان، يكفي أن أقول أنه حاز بجدارة واقتدارلقب: الحاج ثابت.